Not known Facts About التسامح والعفو
Not known Facts About التسامح والعفو
Blog Article
أن لا يكون العفو لضعف أو لعجز، فيكون قادرًا على أخذ حقه، والمقصود فيه العفو عند المقدرة، وبهذا الأمر تظهر مهابة وقوة الذي يعفو عن المسيء من المستحقين للعفو ، فعندها: يكون بذلك قد حاز فضل وأجر العفو وحقق لنفسه المهابة، يقول الله عز وجل: [فَمَا أُوتِيتُم مِّن شَيْءٍ فَمَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَمَا عِندَ اللَّهِ خَيْرٌ وَأَبْقَى لِلَّذِينَ آمَنُوا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ . وَالَّذِينَ يَجْتَنِبُونَ كَبَائِرَ الإِثْمِ وَالْفَوَاحِشَ وَإِذَا مَا غَضِبُوا هُمْ يَغْفِرُونَ . وَالَّذِينَ اسْتَجَابُوا لِرَبِّهِمْ وَأَقَامُوا الصَّلاةَ وَأَمْرُهُمْ شُورَى بَيْنَهُمْ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ .
إنّ الإنسان مخلوق اجتماعي بطبعه وفطرته التي فطره الله تبارك وتعالى عليها، ولا بدّ من إدراج بضع من الأمثلة حتى يتمكن مفهوم كل من العفو والمسامحة من التبلور في ذهن الإنسان، ومن ذلك:
كما أجمع جمهور علماء الفقه الإسلامي أن التسامح ليس فرض، ولكن ما هو واجب وفرض هو اللين والملاطفة في التعامل واسترداد الحقوق.
يُبنى التسامح على عدد من المبادىء التي تهتم بعدم التأثير في حريات الأشخاص الآخرين وأفكارهم الخاصة، أو التعامل والتصرف معهم بناءً على معتقداتهم وبعض تصرفاتهم؛ ومن مبادئ التسامح نذكر لكم:
يحدث العفو بعد وقوع الإساءة أو الظلم، فالشخص الذي يعفو يقوم بذلك كرد فعل على خطأ محدد ارتُكب بحقه.
يشمل التسامح تصرفات يومية وسلوكيات صغيرة، مثل قبول اختلافات الرأي أو التعامل مع الأمور الخفيفة بطريقة متساهلة، ويعُم التسامح العلاقات الاجتماعية بشكل عام.
ورد في السنة النبوية العديد من الأحاديث التي تحث المسلم على التحلّي بخلُق العفو والتسامح، نذكر منها ما يأتي:
إنّ أثر العفو على الناس عظيم جدًّا سواء كان على الفرد بعينه أم على أفراد المجتمع كافّة، وما يأتي تفصيل في بعض تلك الآثار:
يُسهم العفو والتسامح في تحسين العلاقات بين مختلف الجماعات الدينية والثقافية في المجتمع، فمن خلال تقبل الإختلافات الدينية والثقافية والتسامح معها يمكن للأفراد من خلفيات متنوعة التعايش بسلام، ويُعزز ذلك من التفاهم المتبادل ويقلل من التعصب والكراهية.
إن العفو هو شِعار الأنقياء الصالحين ذوي النّفس الرضيّة والحلم والأناة؛ إذ إنّ التنازل التسامح والعفو عن الحق يُعدّ نوعًا من الإيثار للآجل على العاجل، ويوسع هذا الخلق النقي التقيٍّ نفوذه بقوة ليدخل إلى شغاف قلوب الآخرين، فيوَّقروا صاحبه، كما أن العفو عن الآخرين ليس بالأمر السهل أو الهين؛ إذ إن له ثقلًا في النفس، فلا يتجاوز صاحبه هذا الثقل، إلا بمجاهدةِ حبِّ الانتقام للنفس والانتصار، وهذا لا يكون إلا للأقوياء الذين يسيطرون على أنفسهم ورغباتها، وإن كان أخذ الحق حقًّا يجوزُ لهم إمضاؤُه، لقوله عزّ وجل: [وَلَمَنِ انتَصَرَ بَعْدَ ظُلْمِهِ فَأُوْلَئِكَ مَا عَلَيْهِم مِّن سَبِيلٍ] [٤]، إلا أنَّ التنازل عن الحقّ مع القدرة على أخذه هو دليلٌ على خَرق العادات وتجاوزِ المألوفِ بالتحلّي بخلق العفو.[٥]
ويقصد بالعفو أن يعفو الإنسان عن عقاب من يستحق العقاب، مع أن لديه القدرة على فرض العقاب عليه، أما التسامح في الإسلام فيقصد به التسامح عن الإساءة الموجهة، بمعنى نور الابتعاد عن رد الإساءة، ومن التعرفين السابقين يتضح وجود تشابه كبير بين العفو والتسامح، وتتمثل أوجه التشابه في التسامح والتسهيل والتيسير والتجاوز، وتطهير القلب من أي حقد أو كره.
لا، التسامح لا يعني الموافقة على كل شيء، بل يعني قبول وجود الاختلافات والتعامل معها بالاحترام والتفهم.
قال الله تعالى في سورة البقرة: وَدَّ كَثِيرٌ مِّنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَوْ يَرُدُّونَكُم مِّن بَعْدِ إِيمَانِكُمْ كُفَّارًا حَسَدًا مِّنْ عِندِ أَنفُسِهِم مِّن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ الْحَقُّ ۖ فَاعْفُوا وَاصْفَحُوا حَتَّىٰ يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ ۗ إِنَّ اللَّهَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ .[٣]
قال -تعالى-: (فَمَنْ عُفِيَ لَهُ مِنْ أَخِيهِ شَيْءٌ فَاتِّبَاعٌ بِالْمَعْرُوفِ وَأَدَاءٌ إِلَيْهِ بِإِحْسَانٍ ذَٰلِكَ تَخْفِيفٌ مِّن رَّبِّكُمْ وَرَحْمَةٌ).[١]